فإنكم وما تخفون منه كذات الشيب ليس لها خمارا "2"


كتبت / أميرة الرفاعى


كتبت فى مقالى السابق والذى بدأته بسؤال .. يعنى إيه قوات مسلحه ؟ يعنى إيه جيش مصر ؟

وقلت بأن الاجابة الصحيحه لهذه التساؤلات ليست "أول ضربة جوية " ولا " كفر مصيلحة " ولا هو بردو " صاعقة شعارى حديدى ونار دمى بيغلى ليل ونهار " ولا هى " متشكرين يا جيشنا " .

لكن فى مقالى السابق والذى كتبته نظرا للأحداث الدامية التى حدثت فى شهر رمضان من قبل قوات الشرطة العسكرية من ضرب وتعذيب الثوار فى ميدان التحرير ، لمجرد عمل أول إفطار جماعى فى ميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير ، لم أكن اتصور أنى التمست شعار الصاعقة فى حديثى الذى جاء بمحض الصدفة.. ولم اكن اتصور ان يكون لفرق الصاعقة والمظلات دورفى هذا المشهد  ولكن تأخر دورهم  نوعا ما إلى ما بعد شهر رمضان .. إلى أن وصلنا للأشهر الحرم .. فليتوقف القتل ولنرى الأعلام البيضاء .. ولننسى لون الدم الأحمر يجوب ميادين مصر فهذا ما أمرنا الله ورسوله به !
ولكن لم يتوقف افراد الشرطه العسكرية عن التعذيب وليأتى أفراد الصاعقة والمظلات .. ليس بالضرب والسحل والتعريه وكشف العذرية للبنات فقط لا..  بل وقتل شيوخنا واطبائنا ومهندسينا وابنائنا !
انتهاك لحقوق إسلامية وشرعية وانتهاك لحقوق الانسان المعروفه دوليا .. فغاز اعصاب وآخر كلورى وآخر مسيل للدموع .. كل هذا محرم دوليا ..أحله المجلس العسكرى على ابناء وطنه وحرمة على الأعداء .

وذكرت ايضا فى مقالى السابق بأن الجيش هو من حمى الثورة وأبنائها وبأنى احتميت بأحدهم من مشيليات الداخلية فى يوم 28 يناير عندما أزداد قوات الأمن المركزى  فتكا بنا ... ولكن السؤال هنا .. لقد قامت قوات الجيش بعمل اسلاك شائكة ووقفوا خلفها يرون جنود الداخلية يهرولون ورائنا ويسمعون اصوات طلقات ناريه وقتلى هنا وهناك .. ولم يتحرك احدهم بحماية هؤلاء الابناء؟ ولكن ربما كانت هناك اوامر بعدم التدخل .. استقبلنا الجيش بكل الترحاب بعد ان قمنا بتسليم المتحف وكل الممتلكات لقوات الجيش !
ومع حلول شهر فبراير فى اليوم الثانى على التحديد ، واستقرار افرد الجيش فى ميادين مصر وبالاخص ميدان التحرير والقيام بتأمين مداخل الميدان لمنع حدوث أى اشتباكات وانسحاب وقوات الشرطة من الميدان شعر المصريين جميعا بالأمن والإطمئنان وفى تلك اللحظه وجد المتظاهرون بالميدان خيول وجمال .. فكانت الرؤية الأولى انه مبارك وانصار الحزب الوطنى .. يريدون مهاجمه الثوار لعدم الاسقاط بهم ومحاسبتهم وبذلك تصدى الثوار لهؤلاء ولكن غابت قوات الجيش هذه المرة عن المشهد .. فأين هم من وقفوا على أبواب الميدان من جميع مداخلة يرون بطاقاتنا ... هل رأوا بطاقات الخيول والجمال .. أم ظنوا ان المتظاهرين يقيمون احتفالا على طريقه مولد السيدة زينب أو مولد العذراء !
وهذا ما زاد الثوار حماسا وأصبح الهتاف فى الميدان بعد موقعه الجمل "ارحل يعنى امشى يا اللى مبتفهمش " وذلك بعد ان قام بحل مجلس الشعب والشورى وكذلك حل الحكومة وعمل حكومة جديدة .. ولم يلبث إلى أن أستمر الميدان فى النداء برحيله .. إلى أن قرر الثوار الذهاب إلى القصر الجمهورى والاعتصام امامه ، وبناءا عليه قام الجيش بغلق الطريق امام المتظاهرين بالأسلاك الشائكة لعدم الوصول إلى مدخل القصر .... فهل كان على الجيش حماية القصر من ثوار مرتجلين أم حماية الميدان من خيول وجمال واسلحه بيضاء ؟!

تخلى مبارك عن السلطة وكلف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد .. هلل الثوار فرحا فقط لأنهم انتصروا لأولى مطالبهم .. واحتفل من كان مؤيدا للثورة ومن كان مناهضا لها  .. ولكن هل قال اللواء عمر سليمان بأن هذا يعنى تنحى مبارك عن السلطة ؟! ربما كانت الحنكه فى اختيار الألفاظ أقوى من أن يفهمها ثوار التحرير .. فلفظ التكليف لا يكون إلا من سلطة تستطيع التكليف .. فإن كان مخلوع حقا .. فمن أى استمد شرعية التكليف ؟!

المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شئون البلاد ويتعهد بإجراء تعديلات دستورية وتشريعية وانتخابات رئاسية حرة ونزيهه ، وجاء هذا فى البيان الثانى للقوات المسلحة فور الإحتفال بنجاح الثورة ، وكأن المجلس العسكرى كان يعلم بنتيجة الإستفتاء وبأن الشعب سيوافق على التعديلات الدستورية ، وأصبح المجلس العسكرى منذ هذه اللحظه ممثلا لشعب مصر .

وتبدأ فترة جديدة فى عهد حكم عسكرى لا يسمع فيه العسكر إلا صوته ولا سلطه عليه أمام الشعب إلا إرادته .. وفى بداية تلك الفترة يأتى الإستفتاء بما يشتهى المجلس .. وتجرى التعديلات ويجزم البعض بأن المجلس أستمد شرعيته من الإستفتاء .. والذى لا علاقة له بشرعية المجلس !

وأى كان الأمر فالمجلس العسكرى هو حاكم البلاد بلا تفويض شعبى ولا شرعية .. ووافق الشعب ، حتى نجتاز 6 أشهر لحين انتخاب رئيس جديد ، وانتهت المهله المخصصه وقربت على العام لا 6 أشهر.. ولكن لم يحرر مبارك ولم يسترد ارصدته المجمده  .. خلال تلك الفترة وبالتحديد فى 21 مارس 2011 صدر القرار رقم 270 من المفوضية الأوروبيه العليا بشأن فرض الحظر التام على أرصده مصر المنهوبة بقولها أنه ليس هناك شكل شرعى او قانونى يُلزم دول الإتحاد برد الأرصده لخزانه الدولة المصرية ، ثم  كشفت وزارة العدل البريطانية بإلزام   الإتحاد الأوروبى ودول العالم برفع الحظر عن جميع الممتلكات العقارية والتصرفات المالية  مع رد الأرصده المصرية المهربة بفوائدها إلى المخلوع ونظامة فى 23 مارس 2012، وهذا إن لم يتم الحكم القضائى الفورى عليهم بما يدينهم ويثبت بأن هذه الأموال منهوبة بالفعل وإلا ردت إليهم !!

فى خلال فترة بقاء المجلس العسكرى فى مصر لم يتم إصدار أى حكم قضائى ضد أى مسئول سابق ، ويقوم القضاء بتأجيل القاضيا ثم التأجيل ثم التأجيل .. من جانب آخر يقوم المجلس العسكرى بإفتعال أحداث غير مبررة ... فكلما طالب الشعب بالإسراع فى الحكم على قادة النظام السابق نجد حادثة فتنه طائفية ... ومن بعدها أحداث ماسبيرو الدامية .. ومن ثم أحداث شارع محمد محمود .. إلى أن وصلنا إلى الإنقسام غير المبرر ، هل هذا ما أراده المجلس ؟!
 
فكان البعض يسعى إلى سلطه فكان له البرلمان .. يريدون انهاء تلك الفترة بأى وسيله كانت .. فيسرعون إلى الشرعيه .. ولكن ماذا بعد البرلمان .. إن كان دستورا أو رئيسا .. فمتى سيحدث ذلك .. لن يحدث ذلك إلا بعد تحرير من فى السجون وتأمينهم .. رؤية مغايره لمجلس أستمد شرعيته من رئيس عزله الشعب .. واصبح المجلس العسكرى " كذات الشيب ليس لها خمارا" .
إذن أين الثورة ؟؟


Read Users' Comments (3)

ذكرى لأمان من داخل الميدان


ذكرى لأمان من داخل الميدان


 فى يوم كان من الأيام
صحوت على ذكرى لأمان
ورأيك أناس هنا وهناك
يصيحوا بصوتهم المبحوح
أأمان هذا أم اصبح ذكرى لأمان؟
اليوم سينتهى الطغيان
وإذا قد ظهر اللا إنسان
فنحن من نوقظ الميتان
وجئنا فى اليوم التالى
وصدمنا بأكثر من حيوان
كأن الكفر يومئذ كان الإنسان
كان الحق وكان النور وكان هو اساس الطغيان
قررت اليوم بأن اكفر باللا انسان
وأشاهد حقا تلفازى واتابع من صاحوا قبلى
فأرى من سجدوا لله قنوتا قد كفروا بالطغيان
وتصدوا فى وجة الماء ورأوه نسيما فى بحر لربيع زمان
 فهممت سريعا متنفضة من فعل اللا انسان
وقطعت الأميال لأصل  بداخل ميدان
وسمعت دوى لرصاص كان استرخاء
وكأنى استمع لحب كان لأنشودة يوم كان
فى يوم كان من الأيام
رأيت ضباط لجيش رفعة حق لكل زمان
 لم يبق القلب ليرجف يوما  من إنسان
فاليوم لتحرير قلوب فاليوم جميعا فى الميدان
وركدنا بعيدا عن عسكر كان لحيوان
اصدر أصواتا لبنادق أطلق حاشيته لقتل من كانوا بالميدان
فأرى أشباه ملائكة معتصمون بالقرآن 
يتصدون لمن قتلوا فينا الإنسان
ولازلت اناضل من أجل وصولى للميدان
ومررت بطريق وعر قتلى ونزيف هنا وهناك
واصر دوما لوصولى داخل الميدان
فرأيت شباب هنا وهناك
وكانو من شتى البلدان والكل يصيح بأعلى صوت
اليوم سينهزم الطغيان
وتعيش الحرية دوما رغما عن أنف الحيوان
ومازلت اناضل من اجل الهدف المنشود بلا حسبان
لم يبق أمامى سوى الميدان
يُتبع

Read Users' Comments (0)