أميرة الرفاعى تكتب : مسلسل " الجماعة " أفضل مسلسل كوميدى عرض خلال شهر رمضان


أصبح الأخوان المسلمين يمثلون جدلاً كبيرا داخل مصر ومن يحملون فكرهم خارجها ولكن فى رفق أتاح لنا التلفزيون المصرى دراما تاريخية جديدة والتى توضح تاريخ الأخوان المسلمين منذ نشأتهم ونظرة المجتمع والداخلية المصرية إليهم فعرف الناس جميعا أن هذا المسلسل الذى يدعى " الجماعة " يتحدث عن فكر الجماعة والمقصود بها " جماعة الأخوان المسلمين " ومن خلاصة أحداث المسلسل تكشف لنا هذه الأحداث  أن من صفاتهم الكذب للضرورة والذى يحمل معنى "التقية " عند الشيعة وأيضا حمل الأسلحة البيضاء والشوم  وأيضا أوضح بأن البداية للإمام حسن البنا كانت بداية صوفية خالصة ، فأخذ الشاب حسن البنا العهد على شيخ الطريقة الحصافية الشيخ عبد الوهاب الحصافي وظيفة ووردا وتطورت علاقته بها فأنتقل من محب إلى تابع مبايع،ولكن ما لم يظهرة المسلسل بأنه ظل مؤمنا بألا حرج في أتباع الوظائف والأوراد، لكنه وضع شروطا لسلامتها أجملها في ثلاثة: البعد عن الأعجمية، والبعد عن الفلسفية، والبعد عن الشطحات ، وما بين هذا وذاك أضيف ما هو أكثر وهو أمتلاك الأخوان لميشليات وأشاروا أن جميع الدعاة الجدد هم جنود مجندة لهدم الإسلام ونشر العادات القبلية ، وأيضا جاء فى سياق هذه الدراما أن للملكة العربية السعودية يدا طولى فى نشر هذه الجماعة ودعمها لمصالحها الخاصة داخل مصر وبمعنى أحرى هو أخذ القيادة من مصر والعمل على قيام خلافة إسلامية مقرها أرض الحجاز فيما ذكر ؛ فما بين الشيعة والصوفية والأخوان والسلف ماذا فعلت الدراما إذن ؟!

قرر وحيد حامد بكتابة مسلسل بأسم " الجماعة " وتم عرضة أيضا على التلفزيون المصرى وكما قيل أنه تم تصوير هذا المسلسل بدعم حكومى خالص وهذا أدعى إلى الشك من قبل أن يرى أحد مما يعرف فكر جماعة الأخوان المسلمين ومن هو متابع للأحداث السياسية الجارية ، فهذا ما جعل من هذا المسلسل التاريخى محل جدلا أثير فيما ربط بعض المناهضين لهم بأنه له دوافع سياسية وأيضا دينية وأخرى مساندة للحكومة والبعض وصفها بأن هذا المسلسل يصلح أن يكون  كوميدىا فيما يوضح جهل الكاتب بتاريخ جماعة الأخوان المسلمين !!
فى الحلقات الأولى من المسلسل تم القبض على بعض الطلاب من المدينة الجامعية بتهمة الإنضمام إلى جماعة محظورة وحملهم أسلحة بيضاء وشوم ، وأشتراكهم فى عرض لميشليات الأخوان المسلمين ؛ إذن فهل المدينة الجامعية ليس لديها الأمن الكافى أم أنها تسمح بدخول مثل هذه الأسلحة داخل المدينة الجامعية ؟؟!! إن كان هذا صحيح إذن لما لم يقف هؤلاء المجرمون أمام ضباط أمن الدولة النبلاء ويعذبوهم ويقوموا بالهرب منهم ؟!
ولكن إن هذا المشهد يذكرنى بمشهد لطفل فلسطينى يقف أمام جندى من جنود إسرائيل مسلح ويهرول سعيا للتخفى من الحجرالذى هو بيد الطفل .
فى مشهد آخر تطرق المسلسل إلى أنه أبيح للإخوان المسلمين الكذب للضرورة والخلاص وهذا ما جاء على لسان "غزت العلايلى " والذى يقوم بدور المستشار والذى ينقل فكر القضاة عن جماعة الأخوان المسلمين وهذا ما يسمى فى عقيدة الشيعة بـ "التقية " ، فهل حقا يعتقد الأخوان المسلمين بإعتقاد أهل الشيعة وهم من هم ؟!
  مشهد آخر أقرب إلى عدم المنطقية والجدل والذى نرى فيه كل ممثل موضع فقيه أو عالم ، قاموا فى هذا المشهد بالحديث عن مسألة النقاب الجدلية والتى تظهر فيها الخادمة مرتدية النقاب ويقوم وكيل النيابة والتى تعمل عنده الخادمة بإظهار إستيائة من فعلتها والتى وصف فيها إرتداء النقاب بالجهل ووصف من أرتدته بأنها  "متخلفة" وأنه من أعداء الدين وأضاف المستشار الرشيد فى المشهد الذى يلية بأن هذا ن أفعال التيار السلفى والذى يقضى على وسطية الإسلام .
فقام كل واحد فى المسلسل بدور الفقية وأساءوا إلى أهل العلم بالجهل فانا لست بصدد الدفاع عن قضية النقاب وإنما بصدد الحديث عن جهل التلفزيون المصرى وكتّابه والقائمين عليه والذين جعلوا من أنفسهم قضاة أو علماء يحكمون على من يريدون بالعلم وعلى الآخر بالجهل .
  وأثير فى مشهد آخر أن المملكة العربية السعودية تكفلت بتمويل جماعة الأخوان المسلمين والذى ظهر لاحقا بأن السبب فى هذا التمويل والمساندة هو إقامة خلافة إسلامية مركزها أرض الحجاز كما ذكر .. إن كان الأمر كذلك فلما أختلف فكر الأخوان عن الفكر السلفى ولم أيضا الخلاف الدائم بين الأخوان والتيار السلفى والذى نعلم أن المملكة العربية السعودية لا تأخد إلا بالسلف الصالح وأنه نهجها .. إذن فكيف يذكر هؤلاء الجهالة بعلاقات الجماعات هذه المشاهد التى تسئ إلى الإسلام كافة لا إلى جماعة بعينها ؛ فالآن تعمل الجماعة على الإصلاح الداخلى فهل هذا يمثل أدنى أهمية للمملكة السعودية  فى شئ ؟ إذن فلبئس الإفتراء .

وما زاد البلاء طينا كما يقال ، أن وحيد حامد أفشى عن جهل أكبر عندما أساء إلى الأزهر الشريف فى وقت كانت لدى الأزهر هيبة ووقار ما كان لها مثيل فى الوقت الذى كان يسعى المسلمون من جميع الأنحاء ليستقوا العلم من الأزهر بأنه يمكن أن يرتشى وأنهم ليس بداخلهم غيرة على الإسلام .. فوصف الأخوان الممثلون فى الإمام الشهيد حسن البنا بأنه يمكن أن يرشى غيرة فى سبيل نشر الجماعة ووصف الشيخ الأزهرى بأنه مرتشى وكلاهما ملعون بنص حديث النى (صلى الله عليه وسلم ) ... إذن وحيد حامد يأخذ دينه ممن؟؟ فإنه  أساء إلى الفقهاء والعلماء الذين فرض بعضهم النقاب وسنه البعض الآخر وجعل من شيوخ الأزهر والأخوان المسلمين ملاعين فمن إذن فى شاكلة الإسلام يستطيع أن يحكم عليه بالإحترام ... فهل هذا لا يعد من سبيل الهراء والتدنى من قبل التلفزيون المصرى ؟

هذا بالقليل من أحداث المسلسل ولكن هو كافى بأن من يريد أن يتعلم التاريخ عن ظهر قلب لا يكون إلا بالقراءة لا بإتباع مثل هؤلاء الجهال .
من جانب آخر وما يدعو إلى الشك والريبة هل من المفترض أن يعرض مثل هذا المسلسل فى مثل هذا الوقت صدفة وأن نقول بأنها دراما هادفة ، فى الوقت الذى تقوم فيه الحكومة بتمويل مثل هذه الدراما هو ذاك الوقت الذى تعترض فيه جماعة الأخوان المسلمين وتاريخهم بهذه الدراما ، ولكن فى هذا المسلسل أعتراض على كل ما هو مسلم وينتمى إلى الإسلام .. أما من قاموا بهذه الأدوار فى هذه الدراما ما هم إلا دمى تحرك كما يشاء المخرج وكما يكتب السيناريست وكما يريد المنتج .. ذهبت عقولهم إلى ما لا نعلم وأصبح كل واحد يؤدى دوره المكتوب له فقط دون إعمال العقل ودون أى ثقافة ... هل حقا كان الإمام حسن البنا بمثل هذا المكر والدهاء وكان المنتمون إلى الجماعة بمثل هذا الغباء ؟!
ملحوظه : لست من الأخوان وأيضا لست ضدهم ولكن ضد كل تزوير وتدليس وجهل من عقول ظنها الناس مفكرة .. دعونا من القول بالقبلية والكثير من الأقوال التى دافع عنها أعداء الإسلام.. لا أنصاره ، يا من أذهبتم عقولقم بالدنيا ونسيتم ربكم وتفرغتهم لهدم الإسلام لا الأخوان .
  نشر : جريدة الواقع

Read Users' Comments (5)