التجديد الفلسطينى بين الحياة والرفات ؟!!


أعلن" محمد أبوطير"  مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات وعضو المجلس الوطني الفلسطيني اليوم من لندن أنه سيرشح نفسه للإنتخابات الرئاسية القادمة.
وأضاف القول بأن الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار وله الحق بأن ينتخب من سيمثله وعلى العالم بأسره أن يحترم هذا القرار والتعامل مع الحكومة القادمة المنتخبة كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وأختتم أبو طير بيانه بالقول أنه سيوجه من دمشق دعوة سيحدد فيها الزمان والمكان لهذه المصالحة.
كما أشار أن هنالك إتصالات إقليمية وأن هنالك بعض الدول العربية على إستعداد لإستضافة هذا الحدث التاريخى .
شدد " أبو طير"  على أن للإنتخابات الفلسطينية القادمة
ضرورة ملحة وقد تكون البديل الأمثل للمصالحة 
و للخروج من المأزق الحالي.
 ودعا، الفصائل الفلسطينية للمصالحة على الثوابت الفلسطينية 
وقذف مشروع الورقة المصرية واستبدالها بالتوقيع على 
خمس بنود مبدأية تكون كفيلة للعمل معاً تحت الراية الفلسطينية
حتى تحديد موعد الإنتخابات التشريعية والرئاسية القادمة 
مع ضمان نزاهتها في جميع أرجاء الوطن وبحرية مطلقة 
وتفرض الحكومة المنتخبة على العالم تقبلها والتعامل معها كممثل  
وحيد لشعبنا بالدفاع عن حقوقه وثوابته الوطنية.
وأكد أبو طير، أنه سيخوض الإنتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة كمرشح مستقل، وسيعمل 
مع جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني في سبيل تحقيق الأفضل لشعبنا.
لذلك دعونا نتعرف أكثر على المرشح الجديد الذى يأمل أن 
ينقلب الحال الفلسطينى رأساً على عقب عند توليته الحكم على حسب
قوله أو كما يقال ظنه !! 


الشيخ المحرر محمد أبو طير ... وحكاية 25 عاماً في الأسر:
 ....................................................................................................................
الشيخ محمد أبو طير (54 عاماً) من قرية أم طوبا القريبة من القدس المحتلة،
أعتقل للمرة الأخيرة في الحادي والعشرين من شهر  سبتمبر عام 1998،
بعد سلسلة من عمليات الاعتقال التي استنزفت عمره، حتى أتت تلك الأخيرة
استهلكت سبع سنوات متواصلة، لتكتمل دائرة أعوام السجن الـ 25 عاما.

رحلة
الشيخ أبو طير مع العمل الجهادي:
تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدرسة صور باهر الإعدادية،
ولقب بالشيخ منذ أن كان في الإعدادية،
قد تلقى الدراسة الثانوية في مدرسة الأقصى الشرعية،
خرج منها عام 1971 وحصل على شهادة شرعية وعلى شهادة ثانوية عامة،
وكان مؤهلاً لأن يلتحق بأي كلية شريعة في الأردن أو جامعة
المدينة المنورة في الأزهر، لكن حبه للعمل الجهادي والفدائي
حال دون ذلك فبدلاً من الإلتحاق بالجامعة إلتحق بالعمل العسكري
من خلال صفوف حركة "فتح".
غادر أبو طير القدس المحتلة لأول مرة الى الأردن
عام 1971 وبحجة الدراسة،
يقول أبو طير: "غادرت القدس والمقصود العمل الفدائي فسافرت إلى سوريا،
من ثم إلى بيروت لبنان عام 1972،
التحقت بصفوف الأمن المركزي لحركة "فتح"،
وتدربت على السلاح في بيروت وفي جنوب لبنان،
وفي مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين"،
وبقي الشيح أبو طير في صفوف المقاومة وحركة "فتح"
تى عام 1974 حين أعتقل بعد رجوعه من بيروت.

لحظات التحــــــــــــــــــوّل
.................................. 
ومع إمتداد السنوات في سجون الإحتلال راحت النظرة الفكرية
للشيخ أبو طير تختلف شيئاً فشيئاً،
خاصة مع اختلاطه بأسرى من كافة التيارات،
الأمر الذي منحه فرصة مقارنة أفكاره بالآخر،
يقول الشيخ عند مرحلة تحوله: "عايشت تنظيم (فتح) العلماني
وحاولت جاهداً أن أنسجم مع هذا الخليط لكن دون جدوى..

ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح،
فعلاً كان ذلك في عام 1976 في سجن الرملة نفسه،
مع عدد من الأخوة من أبناء "فتح" وواحد من الشعبية
وأخر من النضال الشعبي، وكنت أصغرهم سناً..
كان هناك من تجاوز عمره الخمسين عاماً،
اجتمعنا في غرفة طعام في سجن الرملة وبيننا كتاب الله نتعلم منه
ونتدارسه ولا شيء في تفكيرنا عن جماعة إسلامية أو نشأة إسلامية،
لم يكن ذلك في الحسبان لكنه الخير لا يسوقه إلا الله،
فقد أشعرونا هم أبناء الفصائل سواء "فتح" أو شعبية أو ديمقراطية،
أشعرونا ومن حيث لا ندري بتجمعنا، وشنوا علينا حملتهم..
كالوا لنا التهم "أنتم القطبيون"،

وبحق كان لسيد قطب وكتبه التي دخلت حياتنا فيما بعد تأثيراً
على سلوكنا واكتشاف ذاتنا، وما كنا نعرف أنه لا يجوز الفصل
بين ملكوت السماء وملكوت الأرض وهو الذي في السماء
هو إله وفي الأرض إله، هم أبناء الفصائل من أشعرنا بحركتنا وجماعتنا".

وكان أن أصبح
الشيخ أبو طير الذي سافر من أجل الانضمام لحركة "فتح"
وجاهد سنوات كأحد عناصرها،أصبح أبرز قادة حركة حماس
منذ السنوات الأولى لنشوء التيار الإسلامي في السجون الصهيونية.


تجـــــــــــــــــــــــــارب
..............................

ولم يكن اعتقال الشيخ
محمد أبو طير عام 1998 الأول،
بل كان الخامس على التوالي، يقول أبو طير:
"تعرضت لخمس حالات اعتقال كانت الأولى عام 1974
وحينها أصدرت محكمة اللد العسكرية الصهيونية حكماً بالسجن 16 عاماً،
خفضت إلى13 عاماً بعد الاستئناف، والثانية أثناء الانتفاضة الأولى
ي شهر شباط (فبراير) 1989 بتهمة الانتماء الى تنظيم عسكري،
وشراء سلاح وما إلى ذلك،
وفي حينها أمضيت حكم لسنة وشهر، 
أما الاعتقال الثالث
كان في الأول من أيلول (سبتمبر) 1990
حيث أمضيت حكماً بالسجن 6 أشهر إداري خلال أزمة الخليج الثاني
ة في سجن الرملة "نيتسان "،
في المرة الرابعة بعد سنة تقريباً من الإفراج كانت
ي الثامن من آذار (مارس) 1992 بتهمة
حيازة وشراء سلاح للعمل العسكري لحركة حماس
مع بداية إطلاق كتائب القسّام".
وخلال المرة الرابعة تم التحقيق مع الشيخ أبو طير في سجن الخليل
حيث أمضى ما يزيد عن ثلاثة أشهر ونصف الشهر،
وكان تحقيقاً عسكرياً مطبوعاً بالعنف، وحكم عليه في
حكمة رام الله العسكرية بالسجن مدة 6 أعوام وشهرين وقد أمضاها كاملة.

كلمات للشيخ :
..................
يقول الشيخ عن حجم الضرر الذي تلحقه سلطات السجون بالأسير الفلسطيني:
"إن تختصر آلامك ومعاناتك وهمومك بكلمات على وريقات شيء مؤلم وموجع..
في أول مرة اعتقلت فيها عام 1974 أمضيت شهراً تحت التعذيب الهمجي،
في عام 1989 أمضيت أكثر من شهر في سجن "الجلمة" الصهيون
ي وأنا تحت التعذيب الوحشي، حيث استخدموا معي الضرب على حائط مدبب،
المحققون يتعاونون على ضربي في هذا الحائط
بحيث يهترئ قميصي ولحمي ولم أكن أشعر سوى بالدماء
التي كانت تسيل ساخنة على جروحي..
أيضاً هناك ثلاثة أشهر في زنازين الخليل لحقت بها أسبوعان
من التحقيق في سجن "بيتاح تكفا" كان التعذيب فيها قاسياً ووحشياً،
وهنا أربعة أشهر وعشرين يوماً مضت وأنا في الشبح..
تخيلوا معي.. كيف ستبدو هذه المعاناة أيام الزنازين
ولكن يعلم الله ويشهد أني رغم كل ذلك كنت أستشعر
بحلم الله على هؤلاء الطغاة المجرمين".
نفوس قوية وصابرة :
........................

كان الاعتقال الأخيرة أشد إيلاماً على الشيخ أبو طير،
ففيه شهد الإضرابات المتتالية بجسد يمشي الى الشيخوخة،
وتحاول سنوات العمر أن تقضمه عاماً بعد آخر،
وخلاله أيضا تلقى الأخبار الحزينة عن عائلته الواحد تلو الآخر
من صغيرته أروى التي ما استطاعت من بين إخوتها السبعة
أن تتأخر ولو لمرة واحدة عن زيارته رغم مطالباته العديدة للعائل
ة بأن لا يتكبدوا عناء الزيارة كل أسبوعين:
"أستطيع أن أؤكد من خلال تجربتي الكبيرة مع الألم والتعذيب،
أن الإنسان قوي، جسدياً ونفسياً.. على سبيل المثال،
عندما خضنا الإضراب الأخير في آب (أغسطس) الماضي
كنا نعتقد أننا لا يمكن أن نستمر سوى أيام قليلة
اذا ما اكتفينا بشرب الحليب والماء..

لكن ومن اليوم الأول للإضراب منع عنا الحليب،
فاكتفينا بروح متحدية بالماء والملح،
بعد قليل سحبت جميع أكياس الملح التي حاولنا إخفاءها،
حدث أن عشنا لمدة 18 يوماً على الماء فقط..
كنا ضعاف من الخارج لا نستطيع التحرك..
لكننا من الداخل نفوس قوية وصابرة،
وعلى العكس كنا جميعاً بعد الإضراب نشعر بأننا تخلصنا
من الكثير من الأمراض والمتاعب الجسدية والنفسية
بسبب نظافة أجسادنا من الدهون والزوائد"،

يقول أبو طيــــــــــــــــــر.

اللجوء إلى الله والاستغفار والدعاء:
.......................................

ولكن هذه الروح المتحدية، تواري في طياتها نفسية حساسة،
لطالما أخفت الألم عن الآخرين، ولطالما انتكست بأخبار قاسية
لمن هم أحرار يعيشون الحدث وتمنح لهم فرصة البكاء والاعتراض..
يضيف الشيخ: "في إحدى المرات جاءتني أروى الى الزيارة وحيدة،
وكان هذا قبل عامين تقريباً، قالت لي هل علمت بأمر
زوج فلسطين (ابنته الكبرى) قلت لها على الفور.. مات؟!، أومأت بنعم..
ويا الهي كم كانت صعبة علي تلك الأيام، وأنا أتخيل فلسطين
ابنتي الكبرى التي تزوجت في غيابي، ولم يتح لي أن أعيش الفرحة إلى جانبها،
وها هي تعيش الحزن في غيابي ولم يتح لي أن أكون بجانبها،
بل على العكس يصلني الخبر بعد أيام، وخلال زيارة من المفترض
أن تكون طاقة الفرج بالنسبة لأسير يعيش في العزل مثلي"

، ومرة ثانية كان أبو طير على موعد مع الموت
حتى أن كلماته هذه المرة خرجت بسخرية:
"نص أهل أم طوبى صاروا في المقبرة في غيابي"،
لكن الأكثر ألما كان حين وصلني خبر عن أقرب أخواتي إلى قلبي
، والتي سقطت من شرفة منزلها وتوفيت على الفور..
وكذلك حين علمت بتعرض الوالد لجلطة قلبية صعبة"
كل تلك الأخبار ولم ينحن أبو طير يوماً،
وكان مغيثه الدائم، كما يقول: "اللجوء إلى الله والاستغفار والدعاء".


مع
الشيخ "الياسين"

ومن بين عشرات الذكريات والقصص التي مرت بخاطره
عن سنوات السجن الطويلة،
ختار الشيخ أبو طير أن يستعيد ذكريات لقائه بالشيخ أحمد ياسين،
الذي التقاه عام 1984 في سجن نفحة: "كنت في سجن عسقلان
وكانت مهمتي إلقاء خطبـــة الجمعـــة كل أسبوع،
وبعد إحدى الخطب ثار غضب إدارة السجن الصهيونية،
وقامت بنقلي بشكل تعسفي إلى سجن "نفحة
عندما وصلت إلى هناك كنت الوحيد صاحب التوجه الإسلامي،
في نهاية العام 1984 أحضروا الشيخ أحمد ياسين إلى نفحة،
حيث كان قد حكم 13 عاما".



عاش
الشيخ أبو طير مع الشيخ ياسين أجمل لقاءات العمر،
أيام قليلة قبل أن يتم نقل الشيخ ياسين إلى عسقلان،
لكن تلك الأيام ظلت في خاطره، وسجلها كأجمل أيامه داخل السجن:
"بالرغم من أنها أيام صعبة جداً على الشيخ ياسين،
حيث كنا في فصل الشتاء، ولم يكن يستشعر الدفء نهائياً،
ويظل يرتجف طوال الوقت، إلا أني قد استمديت منه حرارة إيمان
انت تكفي أمة بأسرها"، وقبيل بدء عملية تبادل الأسرى عام 1985،
أعيد الشيخ محمد أبو طير إلى سجن عسقلان،
وعندما وصله خبر موافقة حكومة الاحتلال على عملية التبادل،
قام الشيخ بإعداد قائمة من 130 اسما تضم الأسرى
الذين يتبعون الاتجاه الإسلامي
وأرسلها إلى الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة عن طريق والدته.

وأثناء انتقاله إلى عسقلان مرة أخرى أتيحت
للشيخ أبو طير
فرصة اللقاء بالشيخ أحمد ياسين مرة أخرى،

يقــــــــــــول: "كان لقاء حاراً، ما زلت أذكره إلى اليوم وأبتسم،
وخلال تلك الأيام تعمقت صداقتي وأخوّتي بالشيخ،
واستطعت من خلال احتكاكي به أن أعمّق انتمائي لفكر الإخوان المسلمين،
وأن أتمسك بتبني العمل الإسلامي من خلال هذا الفكر".


فيما بعد كانت أجمل الزيارات إلى بيت الشيخ أبو طير
الذي كان أحد الذين شملتهم صفقة التبادل،
تلك التي كان يقوم بها الشيخ أحمد ياسين إلى بيته في أم طوبى..
وعندما استشهد الشيخ "الياسين" يقول أبو طير:"
الجميع كان يفكر في خطوات ضد إدارة السجن في "مجدو"
حيث كنت معتقلاً، لكننا جميعاً كنا في حالة حزن ووجوم..
وقلنا مهما فعلنا فلن يكون بمستوى حدث استشهاد الشيخ".

حين يطلبني الواجب فإني سأهب واقفاً
وخلال سنوات
أبو طير الطويلة في السجن اختبر نفسيات السجانين
وضباط المخابرات الصهاينة، واكتشف كما اكتشف الكثيرون
أن اليهود مجرد بشر يزهون بثوب القوة، حتى إذا ما جردتهم منه
أضحوا لا شيء سوى مخلوقات فارغة المضمون والقيم والأخلاق:
"ماداموا اليهود يشعرون بالقوة ما دامت نفسيتهم معربدة بصلف وغرور..
أما هم كبشر مجردين فلا يملكون أية قوة أخلاقية ولا قيمية..
في مرات كثرة أثبتنا أننا نحن بأخلاقنا وقيمنا قوة لا يوازيها قوة"

ويضيف الشيخ: "أود أن يفهم العالم أن من يلقي قنبلة اف 16
وزن 2 طن على حي سكني مليء بالأطفال والنساء
من أجل أن يقتل مقاوماً فلسطينياً
فهو جيش لا يملك طهر السلاح، إنهم بلا أخلاق".
قال إنه يهم الآن لدراسة الواقع من وجهة نظر أخرى..
لا يحدها قضبان السجن، ولا تهديدات السجان..
وأضاف.."أمامي مسيرة طويلة.. أهمها أولادي..
ومن قبلها.. أنا مجرد جندي مكرس لهذه الدعوة
وعندما يطلبني الواجب فإنّي سأهب واقفاً مهما كلفني الأمر".
فهل كل هذا يكفى لان نستبشر بهذا الرجل خيراً ونقول أنه من يستحق  أن يكون صلاح الدين لزمان ماتت فيه البطولة أم يستحق ان يكون محرراً للأقصى ؟!!


Read Users' Comments (2)