فإنكم وما تخفون منه كذات الشيب ليس لها خمار



كتبت / أميرة الرفاعى

يعنى إيه قوات مسلحة ؟؟ يعنى إيه جيش مصر ؟؟
الحقيقة إن هذه التساؤلات تجول كثيرا برؤسنا ورأيتها تتدوال كثير عبر شبكات الإنترنت والأكثر شهرة منها كــالـــ "فيس بوك" ، فيستطيع أى شخص مثقف أن يتلو علينا تاريخ القوات المسلحة المصرية الباسلة منذ أن كانت بقايدة  إبراهيم باشا إلى أن اصبحت تحت قيادة المشير حسين طنطاوى وما بين هذا وذاك يجب الحديث عن حركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو فهل ترى الفرق إذن ؟؟
لمن لا يرى الفرق فليعلم أن من قام بثورة 23 يوليو التى أنهت الحكم الملكى فى مصر هم ضباط ليسوا بالشرطة ولكن بالجيش واطلق عليهم التاريخ الضباط الأحرار  فهم من حرروا مصر من الحكم الملكى ومن بعدها تصدوا للعدوان الثلاثى  ولولا دعم الثورة اليمنية لانتصر وحرر البلاد ولما شهدنا النكسة الأسوء فى تاريخ القوات المسلحة منذ أن ولدت إلى أن وصلنا أخرى إلى النصر الأكبر فى تاريخ العالم العربى والغربى فى أكتوبر 73 وظهرت عبقرية العقل المصرى وقوة جيشة وشجاعته وحماية بلاده من كل محتل دسيس عليها ،، إلى أن جاءت خطوات الخزى والعار ومعاهدات سلام وإستعناء من ليس لهم قيمة وقالو بمبادرة للسلام النقطة السوداء فى تاريخ السادات من ذلك الحين وحتى الآن فسيناء جزء لا يتجزأ من إسرائيل ،، حقيقة الأمر أن من شاهد سلسلة افلام أحمد زكى التى تقمص بها شخصيات كلا من عبد الناصر والسادات يمكنه معرفة الكثير دون التثقيف والقراءة وربما كتب الله للفنان أحمد زكى الوفاة  فى ذلك الوقت حتى لا يدنس تاريخه السينيمائى بإكمال تلك السلسلة والتوقف عند آخر نقطة سوداء فى تاريخ مصر والذى استكملها المخلوع مبارك
أستكمالا للإجابة عن سؤال يعنى إيه جيش ؟؟
فليست الإجابة أنه " أول ضربة جوية"! ولا هو  "متشكرين يا جيشنا " اللى غناها أجهل شباب مصر !! ولا "كفر مصيلحة"  ! وبردو الجيش مش هو "صاعقة شعارى حديدى ونار دمى بيغلى ليل ونهار"

القوات المسلحة المصرية التى من الواضح أنها  تريد فى تلك الفترة أن تعلمنا بشيخوختها بعد وقوفها إلى جانب الثوار فى مصر ،، ضباط القوات المسلحة هم من احتمينا بهم عندما أراد  ضباط الشرطة والأمن المركزى الموت المحقق بنا ، ضباط الجيش هم من ارتميت فى أحضانهم عندما أرتجف قلبى خوفا من دوى الرصاص وركود ميشيليات الأمن المركزى خلفنا بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى وأرى من يسقط إلى جانبى قتيلا ، ولكن بعد ركد لمسافات طويله أجد نصب اعينى أسلاك شائكة ومن خلفها ضباط للقوات المسلحة معتصمون بكتاب الله فوقفوا فى مواجهه الميشليات ودافعوا عنا واهدأوا روعنا ، هذه هى القوات المسلحة ، عندما رأيت عربات الجيش والجنود وهم ينزلون إلى شوارع مصر وبالأخص إلى ميدان التحرير ورأيت فرحة عارمة وسلام حار وحب ومودة بين شعبنا وجيشنا هتفنا فى اليوم التالى " الجيش والشعب ايد واحدة " وكتبها التاريخ ، وقبل خلع مبارك بساعات ووقوف أحد ضباط الجيش داخل الثوار والقول بأنه مهما جائته من اوامر للقضاء على من بالميدان فإنه سوف يتوقف عن تنفيذ الأوامر وتوجه إلينا : أستمروا هذه ثورتكم ونحن نحميكم ،، حماه الله
هؤلاء هم ضباط الجيش وهذه هى القوات المسلحة ،، ولكن بمجئ شهر رمضان المبارك هل قضى الأمر الذى كنا فيه نستفتى ؟؟ وهذا هو الصلاح الدنيوى التى تقدمه قواتنا المسلحة لأهلها؟! فقبل رمضان بعده أيام  بدأت القوات المسلحة تظهر فى شيخوختها فقالت بفض الإعتصام وربما عاد الشعب مرة أخرى إلى صمته فهز رأسة رافضا لما حدث وهو ينظر إلى التلفاز فعندما أرادوا الشعور بمراسم الإفطار الرمضانى فى أكثر البقاع حبا إلى قلوبهم وبما يذكرهم بأرض النصر كان الرد غريبا فتغيرت الميشليات من الأمن المركزى إلى الشرطة العسكرية ذات القبعة الحمراء فإشتباكات بالعباسية وإشتباكات اثناء تشييع جنازة شهيد العباسة واشتباكات أخرى من نوع آخر أثناء افطار يوم الخامس من اغسطس اليوم الأسود فى تاريخ الجيش على يد الشرطة العسكرية ،، هل كان التعدى على من فى الميدان أوامر ؟؟ أم هم من يقوموا بالفعل دون أن يتخذوا أى أوامر؟؟ وإن كان كذلك فأين عقابهم من أرادوا بنا سؤاً!
وما معنى المشهد فى وقوف أحد ضباط الشرطة العسكرية إلى جانب المشير حسين طنطاوى فى حفل تفوق إدارة الشرطة العسكرية والقول أن هؤلاء هم من يساعدوا فى الانضباط وتحقيق الأمن الجنائى وتقديم العروض الأفضل للإشتباكات و الدفاع عن النفس وفنون القتال ، هل هذا هو الإشتباك الأفضل الذى يتعلمة أفراد الشرطة العسكرية ويحتفلون بهم عليه .. أم أصبح شباب الثورة هم العدو الذى يدعوا إلى الإشتباك معه وهل تلك الإشتباكات هى التى يحتفى بها المشير ويشيد
فمن طفولة وبراءة للضباط الأحرار بالقوات المسلحة إلى شباب وورع  لضباط القوات المسلحة فى حرب اكتوبر للوصول إلى شيخوخة ما بعد ثورة 25 يناير
فأرى اليوم قواد القوات المسلحة ينادون بقول الجاهلى :
  وأحكمه شيب القذال عن الصبا فكيف تصابيه وقد صار أشيبا

Read Users' Comments (0)